تنمو الرغبة في مشاهدة التلفزيون بحثاً عن العلم والمعلوماتفي وقت متأخر عند الأطفال،وقد يبكر بها بعض الأذكياء منهم.ويبــدو من ذلك أنّه عنــدما يتعلم أبناؤنا شيئــاً من التــلفزيـون-خاصة قبـل سن الثانية عشر-يتعلمونه من غيــر قصد التّعلم،تؤثر جدِّة البرامج ومدى معرفة المُشاهد بمحتوياتها في تعلمهمن التلفزيون،فكلما كان مايعرضه البرنامج جديداً غير مألوف،أومعروضاً بوجهة نظر جديدة؛تعلم منه الطِّفل أوالشاب شيئاً.ولذلك تزداد كميّة التّعلم العارض من التِّلفزيون بين الأطفالفي طفولتهم المبكرة وقبل دخول المدارس.وقد دلت البحوث أن الأطفال- سواء منهم الموهوبون أوعاديو الذّكاء-الَّذين يشاهدون التِّلفزيون قبل دخولهم المدرسة يبدءون حياتهم المدرسيَّةبمحصول لغوي يزيد على محصول زملائهم الَّذين لم يشاهدوا التّلفزيونزيادة تصل إلى مايساوي فرق سنة دراسيّة. (وهذا الفرق ليس هيناُ البتة).وترتبط هذه الزيادة ارتباطاً طردياً بزيادة ساعات المشاهدة، ولانغفل أن (المضاهاة) الَّتي يجدها المشاهد(الطفل) بينهوبين بطل البرنامج أوأي من شخصياته تزيد من مقدارمانتعلمه من التِّلفزيون،فيتعلم الطِّفل أوالمشاهد عموماًبعض القيم وأنماط السُّلوك من خلال مشاركته البطل خبراته،فيتعلم كيف يسلك سلوكاً معيناً مع النّاس في مناسبات خاصة،فإذا لم تكن في حياته الحاضرة فرصة لتطبيقه،جمع أفكاراً عنالسلوك الذّي شاهده،واعتمد عليها في المستقبل عندما يمربهذه المناسبة.
ومن الطبيعي أن نسأل:إلى أي حد يؤثر التلفزيون في تقدم
التّلاميذ في الدراسة؟وهنا تتضارب الإجابات،حيث يرى بعضالعلماء أن التلفزيون يعطل التّقدم الدِّراسي،ويعمل على تشتيتانتباه التلاميذ.ويرى آخرون أنّه يوسع آفاق التّلاميذ بما يقدملهم من خبرات قد تدفعهم إلى طلب المزيد من المعلومات.الحقيقة أنّ الطريقة الَّتي يستخدم بها التّلميذ التِّلفزيون هيالَّتي تُحدد اتجاه تأثيره في تحصيله الدِّراسي؛فالتِّلميذ الّذييُحسن اختيار البرامج،ويصرف وقتاً معقولاً في مشاهدتها يجد في التلفزيون عوناً كبيراً على تفهم بعض المواد الدراسيّة.فالتلميذ الذي يشاهد برنامجاً ثقافياً عن تحويل الطاقة الكهربائيةإلى طاقة ميكانيكية تتسع مداركه في هذا المجال.ويَسْهُل عليه فهم الموضوع إذا أثاره المعلِّم.والتّلميذ الَّذي يشاهد برنامجاً عن حياة الشّعوب في بلاد أخرى غير بلده يزداد وعيه الاجتماعي وفهمه لبيئته ومجتمعه بدرجة أكبر مما لو اعتمد على منهج المدرسة في العلوم الاجتماعية فقط.