السبت، 5 يونيو 2010

الديسليكيــا /أوعسر القراءة والكتابة

يعاني ولد واحد من أصل عشرة تقريباً من عسر القراءة والكتابة أو
"الديسليكيا" في اللُّغة الأجنبية.وهذا الاضطراب في القراءة والكتابة
هو وراء تراجع نتائـجهم المدرسيــة -كي لانقول فشلـهم- وثمَّة مـن
يتهم طرائق التّعليـم التـقليدية المعتمدة منذ حـوالي العشرين عامــاً،
بأنّها هي وراء تفشي ظاهرة الديسليكيا أوعسـر القـراءة والكتــابة
عنــد الطُّـلاب.ولكن هذا غيــر صحيـح،فهي في الواقـع تــؤدي إلى
الكشف عنهم حيـث تبيَّن أن 5إلى 8 في المئـة من الأولاد يـُعانون
من "الديسلكيــا"أي بمعدل ثـلاثــة صبيان مقابـل فتــاة واحــدة.
في الواقع أنّهم أطفال ذونسبة ذكاء مماثلة لأترابهم لكنهم يجدون
 صعوبة في التأقلم مع النِّظام الدِّراسي،ومن هنانبعت فكرة إيجاد
 نظـام تعليمي خاص بهم يـساعدهم على تخطي المشــاكل الَّتي
 تواجههم في المدارس العادية،مع العلم أنه إذاتلقى الولد علاجاً
 للنّطق الصّحيح يمكنه أن يحقق نتائج رائعة.
يجب ألا يغيب عن أحد بأن الأولاد الَّذين يعانون من عسرالقراءة
والكتابة يقلبون الأحرف بشكل يجعل من كلمة "مزراب" مثــلاً
"مرزاب" أو كلـــمة "قفطان" "فقطان" وهم فضـــلاً عن ذلك
يخلطون مابين الأحرف المتقاربة في الشّكل كـ (ر* ز) (ح*خ)
حيث يرتكبون أخطــاء جمّة في الإمــلاء.وحيـن يــواجه الطّفل
مشـكـلات معقدة من هذا النّوع ولايجد لها تفسيـــراًأومبـــرراً
 لايلبث أن يـشعر بأنه مختــلف عن الآخريــن فيـنمو بالتّـالي
شعوره بالفشل الأمر الَّذي يشكل خطراً على عطائه المدرسي.

من جهتهم ظن علمــاء النّفس،ولمدة طويــلة ،بـأن هذه العلة
 نـاجمة عن-علاقة فـاشلة مابيــــن الأم وطفلـها- فضــلاً عن
 أنهم وجّهوا أصابــع الإتـهام للأساليب التّــربويّــة أوالبيئية
 والاجتماعية والثّقافيّة المحيطة بالطِّفل.
 ولحســن الحظ منذ بضع سنين كــان رأي العلمــاء حاسمــاً
بحيث أكدوا أن عسـر القراءة والكتــابة ناجم عن خلل بسيط
 في الدِّمـاغ .فبعد أن اعتـبروا كسـالى أوغير مؤهليـن لتلقي
العلم،حصل -هؤلاء-أخيــراً على حقوقــهم في الوصـول إلى
 أقصى درجات العلم والحصول على أعلى الشّهادات.
* تحديد الخلل من منظار الأطباء الأمريكيين:
 تؤكد الدِّراسات الّتي أُجريت في أمريكا أن الأولاد المصابون
 بعسر القـراءة والكتــابة يعانون من خلل في الشِّق الدّماغي
المخصص بالكـلام،حيث إن الفلقةالصِّدغية التّابعة لجـــزء
 الدّماغ الأيســرفضلاً عن البُنى التحقشرية(تحت القشــرة)
 Sous  Corticales تُظهــرخــللاً في مــايتعلق بـهجرة
الخلايا ونضجوها.
وثمّة دراســات أُجريـت سابقاً وكان الهدف منــها تحديد
العوامل الَّتي تهيئ الطّفل للإصابة بعسر القراءةوالكتابة،
فتبين أن الأطفال الّذين يكون وزنهم أقل من 2كلغ عنــد
 الولادة معرضون للإصابة بعسرالقراءة والكتابة بنسبة
 50 في المئــة.يُضاف إليــهم الأطفــال الّذيــن أُصيــبوا
بأمراض خطيرة كـ (اليرقان،الصّدمات النّفسية،حادث
مرعب،أمراض معدية)

*الأعراض الَّتي يجب أن يتنبه الأهل لها مبكراً: 
- منــذ صفوف الرّوضــة يبدأ الطفل بمواجــهة مشــاكـــل
 على  صعيد اللُّغة المحكيّة،ولكن حذار إذ يمكنه أن يرتكب
 الأخطاء وشقلبة الأحرف في هذه المرحلة المبكرة من دون
 أن يـكون مصابــاً بالديسليكيـا.بالمقابل إذا تــكررت أخطاؤه
 بشكل دائم خاصة إذا استمر  حتى  نهاية الصفوف التمهيدية
 الأولى،تـوجب أخذ الإجراءات اللأزمة للحؤول دون تفاقمــها.
- إذا كانت مفردات الطّفل ركيــكة قياساً لسنــه،ويجد صعوبة
    جمّة في التعبير عن أفكاره.
- إذا كان قد أصيح في السّادسة ولم يعتمد على اليد الأساسيــة
(اليمنى- أواليسرى) للكتابة والقيام بمختلف النّشاطات اليومية.
- أن يجد الطّفل صعوبة في تحديد المكان والزمان.
 فمثلاً على سؤال :"في أي يوم نحن؟" يجيب قائلاً:"الأربـعاء"
 لكنه غير قادر على تحديد موقعه من أيام الأسبوع.
- هو في حالة الاضطراب الدائمة.ففي الموعد المخصص لتناول
الطّعام يقف ويجلس من دون الاستقرار على وضعية معينة كما
ويتسبب في سقوط الملاعق والأطباق.
- هــومعرّض لعدم الانتبــاه واضطرابـــات في التــركيــز.
- يــقوم بعمــل واجبــاتــه المدرسيّــة ببطء مستــفــز.
- إذا لاحظ الأهل كل هذه الأعــراض مجتـمعة لدى طفلهم يجب أن
يسارعوا في عرضه على طبيب الأطفال أوأخصائي في تصحيح
اللَّفظ.
*تأثر الأخوة الأصغر سناً:
يكشف الخلل منذ الصّفوف الأولى أن نصف الأطفال المصابين
 بالديسليكيا يعانون من تعلّم المواد الشفهيّة،حيث أن جملهم
 مركبة بطريقة غير صحيحة ويجدون مشقة كبيـرة في إيجاد
 الكلمات المناسبـة للتّعبير عن أفكــارهم.وهذا يجب أن يلفت
 نظر الأم إلى أن تواجد "طفــل مصـاب بالديسليكيــا" وسط
العائلة قد يشكل خطراً على أخوته الذين يصغرونه في السن
وليــسوا مصابيــن مثــله بهذا الخلل.إذ قد يتأثرون بكلماتــه
 "المشقلبـة"وجمله الضّعيفة التّركيب وأسلوبــه في الكـلام.
لذا يجب أن يتلقى العلاج في أسرع وقت ممكن وقبل أن يشعر
 بأنه مختلف عن غيره.


*خلل يمكن معالجته:
إذا كان عسر القراءة والكتـــابة خلل غير قابــل للشِّفاء كلياً
فإنه على الأقل قابل للعلاج.فإذا تمت معالجته في سن مبكرة
تحت إشراف "مصحح اللفظ" يمكن أن يتـخطى الطّفل هذه
الآفة نــظراً لقدرات الأطـفال على التَّعويـض عن أي نقص
 يــصابون به.فهم ينــعمون خلافاً للأطفال العادييــن بحسّ
 مــرهف وقوة تمييز ثاقبــة ومواهب عديــدة في مجــــال
الريــاضيات والهندسة المعماريـة والرسم وشتــى الفنون.
وهذا سبب أكثــر من كــافٍ لكي يـشجع الأهل والمعلمـون
 على تنميّة مواهبهم في كافة المجالات.
*الكمبيوتر لمساعدة المصابين بعسر القراءة والكتابة:
يُقر الاختصاصيون إنّه لايمكن شفاء المصاب بعسرالقراءة
 والكتابة بل إعادة تأهيله. ذلك أن هذه الآفةناجمة كما قلنا
 آنفاً عن خلل في مستوى الدّماغ لذامهما فعلنا سيبقى هذا
 الخلل على حاله..لكن مهمةالاختصاصي هي "تصحيح
اللّفظ"الَّذي يتمحورحول تدعيم الولد باستراتيجيات جديدة
 وتقنيات فاعلة من شأنها أن تعينه على تخطي آفته.
وثمّة أساليب عديدة يعتمدها المدرِّبون لإعادة تأهيل
المصابين بآفة عسر القراءة والكتابة.
بادئ ذي بدء،هناك "الأسلوب الكلاسيكي" الّذي يدرب
 الطفل على الإصغاء للكلمات .وهذه التقنيةهي الأكثر
 تداولاً والَّتي كان يستعين بها معظم الاختصاصيين في
 تصحيح اللَّفظ. لكن..ظهورالكمبيوتر وتطور الأساليب
 السمعية والبصريةحقّق ثورة في عالم  تصحيح اللّفظ..
حيث يبدوالأطفال أمام الكمبيوتر في غاية النشاط و
الحماس بينما في الطُّرق الكلاسيكية يميلون أكثر إلى
 السّلبية والاستسلام.
في الكمبيوتر تتمتع الصُّور بالحياة حيث يستطيع الطّفل
أن يتحكم بها كيفما يشاء وينتقي السُّرعةالّتي تروق له
 فتتحول عمليّة إعادة التأهيل إلى ترفيه وتسلية.















وبرامج الكمبيوتر عديدة نذكر منها على سبيل المثال
(البرنامج المتصاعد)وهو كناية عن قائمةثابتة تحتوي
على عشر كلمات متمركزة على يمين الكمبيوتر،وفي
الجهة اليسرى تتحرك الكلمات من الأسفل إلى الاعلى ،
وحين تمر كلمة مماثلة لكلمةموجودة في القائمة الثابتة
 يتعيّن على الطّفل أن يحددها.في الحقيقة أنه تمرين ذو
فائدة كبيرة يمكّنه من تحسين تمثّله"الشَّامل" للكلمة.
وهناك عدد وافرمن "الألعاب" في متناول يده منها
مايحثّه على اكتشاف الكلمات غيرالصّحيحة،ومنها
مايساعده على تكملة الكلمات الَّتي  لابداية لها.ومنها
 مايُعينه على فصل الكلمات عن بعضها البعض في إطار
رسم ضخم يمثل"ثعبان".

                  

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم ..

    في الحقيقة كنت أعاني في الصغر من هذا الأمر لفترة طويلة حتى المرحلة المتوسطة.

    ورغم المجهود الذي بذلته لمحاولة التخلص من هذا الأمر إلا أنه أتى ثماره ولله الحمد وتخلصت منه بنفسي بدون أي علاج فلم يكن هناك اهتمام كبير في تلك الفترة من هذه الأعراض.

    ردحذف
  2. عزيزتي أم الخلود،فهذا من فضل الله والعلم الذي توصل إلى التحديد الدقيق
    للمشكلة ،وعرضها،مع علاجها.
    اليوم لامبرر لأمهات ومعلمات اليوم في
    إهمالها..فنور العلم كُشف لنا..وعلينا
    إلا نظل في بقع الظلام،ونظلم أطفالنا.

    ردحذف

تــــقـــرأ داخل البلوق

- المنتـــظرون عقليَّاً أمّا آن لهم أن يستأنـــفوا
-اسمي طـــويــــل جـــداً -
-كيف تتعامل مع هؤلاء الأطفال
-عشرُ خبرات ذهبيّة لمعلِّم السنّة الأولى الابتدائية